وأنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا) فإنّها لفظة يتوصّل بها أعداؤكم من اليهود إلى سبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسبّكم (وَقُولُوا انْظُرْنا) أي قولوا بهذه اللفظة ، لا بلفظة راعنا ، فإنّه ليس فيها ما في قولكم : راعنا ، ولا يمكنهم أن يتوصّلوا بها إلى الشتم ، كما يمكنهم بقولكم : راعنا. (وَاسْمَعُوا) إذا قال لكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قولا ، وأطيعوا.
(وَلِلْكافِرِينَ) يعني اليهود الشاتمين لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَذابٌ أَلِيمٌ) وجيع في الدنيا إن عادوا لشتمهم ، وفي الآخرة بالخلود في النّار» (١).
س ٨٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (١٠٥) [البقرة : ١٠٥]؟!
الجواب / قال عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام : إنّ الله تعالى ذمّ اليهود [والنصارى] والمشركين والنواصب فقال : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) اليهود والنصارى (وَلَا الْمُشْرِكِينَ) ولا من المشركين الذين هم نواصب ، يغتاظون لذكر الله وذكر محمد وفضائل علي عليهماالسلام ، وإبانته عن شريف فضله ومحلّه (أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ) لا يودّون أن ينزّل عليكم (مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) من الآيات الزائدات في شرف محمّد وعلي وآلهما الطيّبين عليهمالسلام ، ولا يودّون أن ينزّل دليل معجز من السّماء يبيّن عن محمد وعلي وآلهما.
فهم لأجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجّوك ، مخافة أن تبهرهم
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٧٧ / ٣٠٥.