لهم في ذلك آية إن كانوا مؤمنين» (١).
س ٣٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (٥٠) [آل عمران : ٥٠]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان بين داود وعيسى بن مريم أربع مائة سنة ، وكانت شريعة عيسى أنّه بعث بالتوحيد والإخلاص ، وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى ، وأنزل عليه الإنجيل ، وأخذ عليه الميثاق الذي أخذ على النبيّين ، وشرع له في الكتاب إقام الصلاة مع الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحريم الحرام وتحليل الحلال.
وأنزل عليه في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ، وليس فيها قصاص ولا أحكام حدود ، ولا فرض مواريث ، وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليهالسلام في التوراة ، وهو قول الله تعالى في الذي قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) وأمر عيسى من معه ممّن اتّبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة والإنجيل» (٢).
س ٤٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٥١) [آل عمران : ٥١]؟!
الجواب / أقول : يتّضح من هذه الآية ومن آيات أخرى أنّ السيد المسيح ، لكي يزيل كلّ إبهام وخطأ فيما يتعلّق بولادته الخارقة للعادة ، ولكي لا يتّخذونها ذريعة لتأليهه ، كثيرا ما يكرّر القول (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) و (إِنِّي
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٠٢.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ١٧٥ ، ح ٥٢.