س ١١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (١٢) [البقرة : ١١ ـ ١٢]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال العالم موسى بن جعفر عليهالسلام : إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة في يوم الغدير (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بإظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين فتشوّشون عليهم دينهم ، وتحيّرونهم في دينهم ومذاهبهم (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) لأنّا لا نعتقد دين محمّد ، ولا غير دين محمد ، ونحن في الدين متحيّرون ، فنحن نرضى في الظاهر محمدا بإظهار قبول دينه وشريعته ، ونقضي في الباطن إلى شهواتنا ، فنتمتع ونترفّه ونعتق أنفسنا من دين (١) محمّد ، ونكفّها من طاعة ابن عمّه علي ، لكي إن أديل (٢) في الدنيا كنّا قد توجّهنا عنده ، وإن اضمحلّ أمره كنا قد سلمنا من سبي أعدائه.
قال الله عزوجل : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) بما يفعلون من أمور أنفسهم ، لأنّ الله تعالى يعرّف نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نفاقهم ، فهو يلعنهم ويأمر المسلمين بلعنهم ، ولا يثق بهم أيضا أعداء المؤمنين ، لأنّهم يظنّون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون أصحاب محمد ، فلا يرفع لهم عندهم منزلة ، ولا يحلّون عندهم بمحلّ أهل الثقة» (٣).
__________________
(١) وقيل : رقّ.
(٢) الإدالة : الغلبة ، يقال : اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه. «الصحاح ـ دول ـ (٤ : ١٧٠٠) ، وفي «ط» : طاعة علي لكيلا نزل.
(٣) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ١١٨ / ٦١.