وتشير هذه الآية إلى إيمان هؤلاء الراسخ «بالمعاد» ، كما أشارت السالفة إلى إيمانهم الكامل «بالمبدأ».
س ١١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) (١٣) [آل عمران : ١٠ ـ ١٣]؟!
الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : قوله : (وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) : يعني حطب النّار. وقال : قوله تعالى : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : أي فعل آل فرعون.
وقال : قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) : إنّها نزلت بعد بدر ، لمّا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بدر أتى بني قينقاع وهو يناديهم ، وكان بها سوق يسمّى بسوق النّبط ، فأتاهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «يا معشر اليهود ، قد علمتم ما نزل بقريش وهم أكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم ، فادخلوا في الإسلام».
فقالوا : يا محمّد ، إنّك تحسب حربنا مثل حرب قومك ، والله لو لقيتنا للقيت رجالا. فنزل عليه جبرائيل عليهالسلام فقال : يا محمّد (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) أي لو كانوا مثل المسلمين (وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر (إِنَّ فِي