مثلا ، فقال : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ) ـ إلى قوله تعالى ـ (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).
وقال : من كثر امتنانه وأذاه لمن يتصدّق عليه بطلت صدقته ، كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان».
والصّفوان : الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة فيجيء المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به ، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثمّ أتبعه بالمنّ والأذى (١).
س ٢٣١ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢٦٥) [البقرة : ٢٦٥]؟!
الجواب / قال الصادق عليهالسلام : «ما شيء أحبّ إليّ من رجل سلفت منّي إليه يد أتبعتها أختها وأحسنت بها له ، لأنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل».
ثمّ ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ، وتثبيتا من أنفسهم عن المنّ والأذى ، فقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة : ٢٦٥] ، قال : مثلهم كمثل جنّة : أي بستان ، في موضع مرتفع ، أصابها وابل : أي مطر ، فآتت أكلها ضعفين : أي يتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٩١.