رؤساؤهم من تكذيب محمد في نبوّته ، وإمامة عليّ سيّد عترته ، وهم ، يقلّدونهم مع أنّه محرّم عليهم تقليدهم» (١).
س ٦٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (٧٩) [البقرة : ٧٩]؟!
الجواب / قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله عزوجل : [هذا] لقوم من هؤلاء اليهود كتبوا صفة زعموا أنّها صفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي خلاف صفته ، وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبيّ المبعوث في آخر الزمان : أنّه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب (٢) الشعر ، ومحمّد خلافه ، وهو يجيء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة. وإنّما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم ، وتدوم لهم منهم إصابتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وخدمة عليّ عليهالسلام وأهل خاصّته. فقال الله عزوجل : (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) من هذه الصفات المحرّفات المخالفات لصفة محمّد وعلي عليهالسلام ، الشدّة لهم من العذاب في أشقّ بقاع جهنّم (وَوَيْلٌ لَهُمْ) من الشدّة في العذاب ثانية ، مضافة إلى الأولى (مِمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال التي يأخذونها إذا أثبتوا عوامّهم على الكفر بمحمّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والجحد بوصيّة أخيه عليّ وليّ الله» (٣).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٩٩ / ١٤٣.
(٢) الصهبة : الشقرة في شعر الرأس. «الصحاح ـ صهب ـ ١ : ١٦٦».
(٣) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٩٩ / ١٤٣ ـ ١٤٥.