س ١٩٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٢٠) [البقرة : ٢٢٠]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أنه لما نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)(١) خرج كلّ من كان عنده يتيم ، وسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في إخراجهم ، فأنزل الله تعالى (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)(٢).
وسأل سماعة أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ).
قال عليهالسلام : «يعني اليتامى ، إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجرة فليخرج من ماله على قدر ما يحتاج إليه ، على قدر ما يخرجه لكلّ إنسان منهم ، فيخالطوهم ، ويأكلون جميعا ، ولا يرزآن (٣) من أموالهم شيئا ، إنّما هي النار» (٤).
__________________
(١) النساء : ١٠.
(٢) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٧٢.
(٣) ما رزأ منه شيئا : أي ما نقص ولا أخذ منه شيئا (النهاية : ٢ : ٢١٨).
(٤) التهذيب : ج ٦ ، ص ٣٤٠ ، ح ٩٤٩.