ليسوسهم ويرعاهم بسياسة الوالد الشفيق الرّحيم الكريم لولده ، ورعاية الحدب (١) المشفق على خاصّته.
(فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ) فكذلك أنتم بما تدّعون من فناء عذاب ذنوبكم هذه في حرز (أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) اتّخذتم عهدا ، أم تقولون؟ بل أنتم ـ في أيّهما ادّعيتم ـ كاذبون».
ثمّ قال الله عزوجل : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
قال الإمام عليهالسلام : «السيئة المحيطة به هي التي تخرجه عن جملة دين الله ، وتنزعه عن ولاية الله ، وترميه في سخط الله ، وهي الشّرك بالله ، والكفر به ، والكفر بنبوّة محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والكفر بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كلّ واحدة من هذه سيّئة تحيط به ، أي تحيط بأعماله فتبطلها وتمحقها (فَأُولئِكَ) عاملوا هذه السيّئة المحيطة (أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ ولاية عليّ حسنة لا يضرّ معها شيء من السيّئات وإن جلّت ، إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا ، وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجو منها بشفاعة مواليه الطيّبين الطاهرين ، وإنّ ولاية أضداد عليّ ومخالفة علي عليهالسلام سيّئة لا ينفع معها شيء إلّا ما ينفعهم لطاعتهم في الدنيا بالنعم والصحّة والسّعة ، فيردون الآخرة ولا يكون لهم إلّا دائم العذاب.
ثمّ قال : إنّ من جحد ولاية عليّ لا يرى الجنّة بعينه أبدا إلا ما يراه بما يعرف به أنّه لو كان يواليه لكان ذلك محلّه ومأواه ومنزله ، فيزداد حسرات وندامات ، وإنّ من توالى عليّا ، وبرىء من أعدائه ، وسلّم لأوليائه ، لا يرى
__________________
(١) حدب فلان على فلان ، فهو حدب : تعطّف ، وحنا عليه. «لسان العرب ـ حدب ـ ١ : ٣٠١». وفي «ط» نسخة بدل : الجدّ.