أمروا بذلك.
(قُلْ) يا محمّد (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) بموسى كفركم بمحمد وعليّ وأولياء الله من آلهما (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بتوراة موسى ، ولكن معاذ الله ، لا يأمركم إيمانكم بالتوراة الكفر بمحمّد وعليّ عليهالسلام.
قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله تعالى ذكّر بني إسرائيل في عصر محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أحوال آبائهم الذين كانوا في أيّام موسى عليهالسلام ، كيف أخذ عليهم العهد والميثاق لمحمّد وعليّ وآلهما الطيّبين المنتجبين للخلافة على الخلائق ، ولأصحابهما وشيعتهما وسائر أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) اذكروا لمّا أخذنا ميثاق آبائكم (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) الجبل ، لمّا أبوا قبول ما أريد منهم والاعتراف به (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) أعطيناكم (بِقُوَّةٍ) يعني بالقوّة التي أعطيناكم تصلح لذلك (وَاسْمَعُوا) أي أطيعوا فيه.
(قالُوا سَمِعْنا) بآذاننا (وَعَصَيْنا) بقلوبنا ، فأمّا في الظاهر فأعطوا كلّهم ، الطاعة داخرين صاغرين ، ثمّ قال : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) عرّضوا لشرب العجل الذي عبدوه حتّى وصل ما شربوه [من] ذلك إلى قلوبهم».
وقال : «إنّ بني إسرائيل لمّا رجع إليهم موسى وقد عبدوا العجل تلقّوه بالرجوع عن ذلك ، فقال لهم موسى : من الذي عبده منكم حتّى أنفّذ فيه حكم الله؟ خافوا من حكم الله الذي ينفّذه فيهم ، فجحدوا أن يكونوا عبدوه ، وجعل كلّ واحد منهم يقول : أنا لم أعبده ، وإنّما عبده غيري ، ووشى (١) بعضهم
__________________
(١) وشى به : أي سعى. «الصحاح ـ وشى ـ ٦ : ٢٥٢٤».