الذين لم ينظروا في أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حق النظر فيعرفوا نبوّته ، ويعرفوا به صحّة ما أناط بعلي عليهالسلام من أمر الدين والدنيا ، حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين ، وصاروا خائفين وجلين من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذويه ـ وروي وذريته ـ ومن مخالفيهم ، لا يأمنون أنه يغلب فيهلكون معه ، فهم السّفهاء حيث لم يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبّة [محمّد و] المؤمنين ، ولا محبّة اليهود وسائر الكافرين ، وهم يظهرون لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم موالاته وموالاة أخيه عليّ ومعاداة أعدائهم اليهود والنواصب ، كما يظهرون لهم من معاداة محمّد وعليّ «صلوات الله عليهما» (١).
س ١٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١٥) [البقرة : ١٤ ـ ١٥]؟!
الجواب / هناك رواية طويلة جدا نأخذ منها ما يوضح لنا تفسير الآية الشريفة ...
قال الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : «وإذا لقي هؤلاء الناكثون البيعة ، المواطئون على مخالفة علي عليهالسلام ودفع الأمر عنه (الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) كإيمانكم ، إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذرّ وعمّار قالوا لهم : آمنا بمحمّد وسلّمن له بيعة عليّ عليهالسلام وفضله ، وانقدنا لأمره كما آمنتم ...
ـ (وكانوا يلتقوهم في بعض طرقهم فيمدحونهم ويشنون عليهم ـ ثمّ يعودون إلى أخدانهم المنافقين المتمرّدين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أدّاه إليهم عن الله عزوجل من ذكر وتفضيل أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ١١٩ / ٦٢.