الصَّاعِقَةُ) أخذت أسلافكم الصاعقة (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) إليهم (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) بعثنا أسلافكم (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) من بعد موت أسلافكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي لعلّ أسلافكم يشكرون الحياة التي فيها يتوبون ويقلعون ، وإلى ربهم ينيبون ، لم يدم عليهم ذلك الموت فيكون إلى النّار مصيرهم ، وهم فيها خالدون» (١).
س ٤٧ : أيمكننا معرفة القصة في الآية السابقة؟!
الجواب / نعم ، قال الإمام العسكري عليهالسلام : «وذلك أنّ موسى عليهالسلام لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان ، فرّق ما بين المحقّين والمبطلين لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بنبوّته ، ولعليّ عليهالسلام بإمامته ، وللأئمّة الطاهرين بإمامتهم ، قالوا : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) أن هذا أمر ربّك (حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) عيانا يخبرنا بذلك (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) معاينة ، وهم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم.
وقال الله عزوجل له : يا موسى ، إني أنا المكرم أوليائي المصدّقين بأصفيائي ولا أبالي ، وكذلك أنا المعذّب لأعدائي الدافعين لحقوق أصفيائي ولا أبالي.
فقال موسى عليهالسلام للباقين الذين لم يصعقوا : ماذا تقولون ، تقبلون ، وتعترفون؟ وإلّا فأنتم بهؤلاء لاحقون.
قالوا : يا موسى ، ما حلّ بهم ، لماذا أصابهم؟ كانت الصاعقة ما أصابتهم لأجلك ، إلّا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البرّ والفاجر ، فإن كانت إنما أصابتهم لردّهم عليك في أمر محمد وعليّ وآلهما ، فاسأل الله ربّك بمحمّد وآله الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لماذا أصابتهم.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ٤٧.