فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي؟
فقال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي ، فقال : الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض كلّهم هاد مهتد ، لا يضرّهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم» (١).
ولذلك فإنّ أهل البيت عليهمالسلام هم من المصادر الأساسية لتفسير وفهم كتاب الله ، ومن دون أن نأخذ من علمهم الذي هو علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نستطيع أن نفهم القرآن حقّ الفهم ، كما أنزله الله تعالى.
ولقد كان الصحابة متّفقين على أن علم القرآن مخصوص بأهل البيت عليهمالسلام ، إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب عليهالسلام : هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن؟ فكان يقول : «لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا بما في قراب سيفي» فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأنّ القرآن وعلمه وتنزيله وتأويله مخصوص بهم.
أما لماذا خصّ الله تعالى أهل البيت عليهمالسلام بهذا العلم وبهذه السّعة والشمول دون سائر الناس؟ فهو شأن من شأن الله تعالى ، ويكفيا في ذلك النصوص الصحيحة والصريحة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مما أطبق المسلمون على صحّتها نحو حديث (الثقلين) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق» (٢). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها» (٣). وغير ذلك من النصوص المتّفق عليها عند المسلمين.
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٥ ، ح ٥.
(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٥٢.
(٣) أسد الغابة : ج ٤ ، ص ٢٢.