ينسخ استقبال الكعبة باستقبال قبر الحسين عليه الصلاة والسلام في عصر ظهور الحجة «ع» عجل الله تعالى فرجه (١) ولكن ـ لمّا لم يكن مصلحة في بيان هذا الحكم المحدود ولذا آخر بيان الناسخ ـ لا يبعد أن تكون الروايات الدّالة إلى أنه عجّل الله فرجه أن يأتي بدين جديد ناظرة إلى أمثال ما ذكر اي نسخ الكعبة.
وبالجملة : (هل هو) أي الحديث الثاني عشر الدال على النسخ (مقدّم على باقي الترجيحات) بمعنى في صورة تساوي الخبرين من جميع الجهات اتصل النوبة إلى الأخذ بالمتأخر الناسخ (أو مؤخر) عنها (وجهان).
(من : أنّ النسخ من جهات التصرف في الظاهر) لأن النسخ رفع للحكم الثابت واقعا ، ضرورة ثبوته كذلك قبله ، وإن كان ثبوته بحسب زمن النسخ مبنيّا على الظاهر (لأنه) أي النسخ (من تخصيص الأزمان) كما أن التخصيص ، تخصيص في الأفراد.
(ولذا) أي ولأجل أن النسخ تخصيص في الأزمان (ذكروه) أي النسخ (في تعارض الأحوال ، وقد مرّ وسيجيء تقديم الجمع بهذا النحو) الذي ذكرناه (على الترجيحات الآخر) فهو مقدم على باقي الترجيحات.
(ومن أن النسخ على فرض ثبوته في غاية القلة ، فلا يعتني به) أي بالنسخ (في مقام الجمع ولا يحكم به العرف ، فلا بد من الرجوع إلى المرجّحات الآخر كما إذا امتنع الجمع) لأنه لا يصل النوبة مع إمكان الجمع العرفي إلى الرجوع إلى المرجحات (وسيجيء بعض الكلام في ذلك) أي في مبحث النسخ ، فهو مؤخر عن باقي الترجيحات.
الموضع (الخامس : أن الروايتين الأخيرتين) تدلّان على وجوب الترجيح من حيث قوة الدلالة و (ظاهرتان في وجوب الجمع بين الأقوال الصادرة عن
__________________
(١) هذه الرواية المذكورة سمعناها من بعض المشايخ مشافهة من غير اشارة إلى موضعها في الكتب فلا بدّ من الرّجوع والتّتبع.