فيكون العالم الفاسق واجب الاكرام ، فقد انقلبت النسبة هذا.
(و) لكن حكم هذا القسم غير مذكور في كلامه ، و (لا اظن) أن (يلتزم) هذا المتوهم قده (بذلك) أي بانقلاب النسبة (فيما اذا كان الخاصان دليلين لفظيين) منفصلين ، كما اذا ورد : أكرم العلماء ، وورد منفصلا : لا تكرم الكوفيين منهم ، وورد ثالث : لا تكرم البصريين منهم فلا اشكال في تخصيص العام بهما دفعة واحدة من غير لحاظ تقدم أحدهما حتّى تنقلب النسبة (اذ لا وجه لسبق ملاحظة العام مع أحدهما على ملاحظته مع الآخر) وكذلك الحكم أعنى عدم ملاحظة الترتيب وتخصيص العام بهما معا اذا كان كلّ واحد من المخصصين متصلا كما لو قال : أكرم العلماء الا زيدا العالم الا عمرا العالم.
نعم : اذا كان احدهما متّصلا والآخر منفصلا ، مثلا : لو ورد : أكرم الناس الا النحاة ، أو بشرط أن لا يكونوا نحاة ، ثمّ ورد في خبر : لا تكرم العلماء فأنّه لا بدّ حينئذ من التخصيص بالمتّصل أوّلا ثمّ ملاحظة النّسبة بين المعنى الحاصل بعد التخصيص مع الآخر فتكون النّسبة حينئذ من قبيل العموم من وجه ، كما قال : (وأنما يتوهم ذلك) أي تقديم أحد الخاصين على الآخر (في العام المخصص بالاجماع أو العقل (١) لزعم أنّ المخصص المذكور) أي المخصص المنفصل وهو ما دلّ عليه الدليل اللبي (يكون كالمتصل) أي كالمخصص المتّصل ، يعني يكون نظير ما اذا كان أحدهما متصلا والآخر منفصلا ، فكما أنّ المخصص المتّصل جزء لعنوان العام
__________________
(١) بتوهم أنّ الاجماع كاشف عن حكم المعصوم (ع) حين خطابه باكرم العلماء بخصوص العدول ، والعقل من باب الملازمة اذا قلنا يحكم بعدم احترام للفاسق فبالملازمة نستكشف حكم الشرع حين ما قال اكرم العلماء ارادة العدول ، ولكن فيه أنّ هذا لا يلازم مع الاتصال فيمكن أن يكون الاجماع كاشفا عن حكم المعصوم بالخاص بعد مدّة من مضي العام ، وهكذا نقول : في الملازمة فيمكن أن يكون المخصّص منفصلا ، هذا ملخّص ما افاده بعض المحشين قده.