(ومنها : كونه) أي كون أحد الراويين (أعدل) والآخر عدل (وتعرف الاعدلية أما بالنص عليها) كما ورد في الخبر على ما حكي عن مولانا الرضا عليهالسلام : أن يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان في عصره (وأما بذكر فضائل فيه) أي في أحد الراويين (لم يذكر في الآخر) كما ورد في فضائل الاربعة من زرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم الثقفي ، وأبو بصير ليث ابن البختري المرادي ، وبريد بن معاوية العجلي ، أنه لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست (١) ولم يذكر مثل هذه الفضيلة لجميل بن دراج.
(ومنها : كونه) أي كون أحد الراويين (أصدق) من الآخر (مع عدالة كليهما ويدخل في ذلك) أي في الأصدقية (كونه) أي أحد الراويين (أضبط) من الآخر (وفي حكم الترجيح بهذه الامور) المذكورة (أن يكون طريق ثبوت مناط القبول في أحدهما) أي الخبرين (أوضح من الآخر وأقرب الى الواقع من جهة تعدد المزكى) بصيغة الفاعل لاحدهما دون الآخر (أو) من جهة (رجحان أحد المزكيين على الآخر) كمن ثبت عدالته بتزكية الرجل الأعلم ، أو الأخبر دون الآخر ، فرواية هذا العدل أرجح من رواية عدل ثبت عدالته بتزكية غير الأعلم ، أو غير الأخبر ، اذ الأول يحصل من روايته الظن القوي ، بخلاف الآخر ، هذا لو كان مناط حجية الخبر هو عدالة الراوي ، وأن كان هو الوثوق والاطمينان ، لا صفة العدالة من حيث هي ، فيقدم رواية من كان طريق توثيقة أقوى من طريق توثيق آخر فان كان المزكى مثل النجاشي فهو أخبر بترجمة الرجال من حسن بن علي بن داود الحلّى (ويلحق بذلك التباس اسم المزكى) يمكن ان يقرأ بصيغة المفعول.
والمراد أن رواية المزكى الذي لم يشتبه اسمه بغيره من المجروحين أولى
__________________
(١) الوسائل : الجزء ١٨ ص ـ ١٠٣ والمستدرك : ج ٣ ص ـ ١٨٨ : الرواية : ١٤ و ٩.