بمخالفتهم على مخالفة أحكامهم للواقع) بمعنى : أن أحكامهم مخالفة للواقع (لا مجرد حسن المخالفة) العملية (فتعين) الوجهان الآخر ان ، أي (الوجه الثاني لكثرة ما يدل عليه من الأخبار ، والوجه الرابع للخبر المذكور) ما سمعته مني ، إلى آخره (وذهاب المشهور) إليه (إلا أنه يشكل الوجه الثاني ، بأن التعليل المذكور في الأخبار) (١) (بظاهره غير مستقيم) يعني أن مقتضى ظاهر التعليل أن
__________________
ـ تتمة الهامش من الصفحة ٣١٠
اشراك العرب ان عمرو بن لحى ذهب الى الشام وكانت الشام مستعمرة لدولة الرومان ، وهم كانوا يعبدون الاوثان ، ويستشفعون بصنم كبير يسمى هبل ويتبركون به ، وكان لعمرو ولد مريض استشفع بهبل فطاب الولد ، فعزم على تبليغ الوثنية ، وتبعه كثير من قريش ، وأما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وآبائه (ع) كانوا باقين على ملّة ابراهيم الخليل (ع) ويرشد اليه الآية الكريمة : الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين (الشعراء : ٢١٩) والمراد من الساجدين آبائه الحنيفيون ، والمراد من التقلب الانتقال من صلب الى صلب ، فتسمى هذا الدين في الجاهلية بالحنيفية قبال الوثنية.
ونظير ما قلناه نقل عن بعض العامة ايضا راجع بحار الانوار ج ـ ١٥ (الطبعة الحديثة) ص ـ ١١٨ (الى) ١٢٢.
(١) اقول : التعليل الواقع في الاخبار أنما هو كون الرشد في خلافهم ، بذكر لفظه :
في ، المفيدة للظرفية لا كون الرشد هو خلافهم ، والاشكال الذي ذكره قده انما يتجه على تقدير كون العلة فيها هو الثاني لا الأول ، فالتعليل المذكور وهو كون الرشد في خلافهم ، لا يستدعى أن يكون خلافهم حكما واحدا كي لا يستقيم بظاهره ، بل غاية ما يستدعي أنه لو كان الاحتمال المخالف لهم منحصرا في واحد؟ كان هو الحق والرشد ، وإلّا ففي صورة تعدد الاحتمال كون الرشد في جملة تلك الاحتمالات المخالفة لهم ، والغاء الاحتمال الموافق لهم من بين الاحتمالات ، فان المعاملة مع الاحتمال الموافق للعامة معاملة العدم من الفوائد المهمة لاختلاف حكم عدم الغائه مع الغائه بالنظر الى الرجوع في الاصول والقواعد بالنسبة الى غيره من الاحتمالات ـ