الوداع : قد كثرت عليّ الكذّابة (١) وكقول ابي عبد الله عليهالسلام : أنّا أهل بيت صادقون لا تخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصدق البريّة لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه (٢) وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ، أصدق من برأ الله من بعد رسول الله (ص) وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنة الله (٣).
والحاصل : أنّ مراده قده مجرّد بيان أنّ الأخبار كلّها صحيحة صادرة عنهم ، وليس فيها غثّ مدسوس وتنويعها الى الأنواع الأربعة المشهورة أعني الصحيح ، والحسن ، والموثّق ، والضعيف ، كما أسّسه العلّامة قده ، ليس في محلّه بعد ما أثبت كون الأخبار الواردة في الكتب المعتمدة قطعيا ، ولم يتفطّنوا نور الله ضرائحهم الى أنّ هذه الأحاديث التي بأيدينا أنّما وصلت الينا بعد أن سهرت العيون في تصحيحها ، وذابت الأبدان في تنقيحها ، وقطعوا في تحصيلها من معادنها البلدان الى آخر ما أثبت به (٤) فبعد تصحيح هذه الأحاديث قال المحدّث المذكور (صحّ للقائل ، أن يقول :) أن كان كلّها مقطوعة وصحيحة ـ كما يريه جماعة من الأخباريين (فما بال هذه الأخبار المتعارضة) عن أئمتنا المعصومين عليهمالسلام (التي لا تكاد تجتمع)؟ وليس هذا الاختلاف ألّا
__________________
(١) بحار الانور ج ٢ (ص ـ ٢٢٥) الرواية : ٢ ط ـ الحديثة.
(٢) الطالقاني باسناده عن محمد بن عمّارة قال : سمعت جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو هريرة ، وانس بن مالك وامرأة ـ يعني عائشة ـ بحار الأنوار ج ٢ (ص ـ ١١٧) الرواية ١١ ط ـ الحديثة.
(٣) بحار الانوار ج ـ ٢ (الطبعة الحديثة ص ـ ٢١٧). الرواية : ١٣.
(٤) الحدائق الناضرة ج ـ ١ (ص ـ ٩).