ويجب أن تستكمل فيهم أربع صفات : التكليف ، والإيمان ، والعدالة ، والفقه. ولو اقتصر على ما يحتاج إليه منه جاز. (١) وأن لا يكون هاشميّا
______________________________________________________
سليمان فتستريحا ، لأن معنى الكلام أنه لا يعدل بهنّ عن نبت الأرض إلى جوادّ الطرق في الساعات التي لها فيها راحة ، ولا في الساعات التي عليها فيها مشقة ، ولأجل هذا قال : « تريح » من الراحة ولو كان من الرواح لقال : تروح ، وما كان يقول : تريح ، ولأن الرواح عند العشي يكون وقريبا منه ، والغبوق وهو شرب العشي على ما ذكرناه ، ولم يبق له معنى ، وإنما المعنى ما قلناه ، وإنما أوردت هذه اللفظة في كتابي لأني سمعت جماعة من أصحابنا الفقهاء يصحّفونها (١). انتهى كلامه رحمهالله.
قوله : ( ويجب أن تستكمل فيهم أربع صفات : التكليف ، والإيمان ، والعدالة ، والفقه. ولو اقتصر على ما يحتاج إليه فيه جاز ).
لا ريب في اعتبار استجماع العامل لهذه الصفات ، لأن العمالة تتضمن الاستيمان على مال الغير ولا أمانة لغير العدل ، ولقول أمير المؤمنين عليهالسلام في الخبر المتقدم : « فإذا قبضته فلا توكّل به إلاّ ناصحا شفيقا أمينا حفيظا » (٢) وإنما يعتبر الفقه فيمن يتولى ما يفتقر إليه ، والمراد منه معرفته بما يحتاج إليه من قدر الواجب وصفته ومصرفه ، ويختلف ذلك باختلاف حال العامل بالنسبة إلى ما يتولاّه من الأعمال.
ويظهر من المصنف في المعتبر الميل إلى عدم اعتبار الفقه في العامل والاكتفاء فيه بسؤال العلماء (٣) ، واستحسنه في البيان (٤) ، ولا بأس به.
قوله : ( وأن لا يكون هاشميا ).
__________________
(١) السرائر : ١٠٨.
(٢) في ص ٢٠٩.
(٣) المعتبر ٢ : ٥٧١.
(٤) البيان : ١٩٤.