صدد الوقوع في النار ساعة فساعة ، ثمّ إنّ مصيرهم إلى النار لا محالة.
وقرأ نافع وابن عامر : اسّس على البناء للمفعول. وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر : جرف بالتخفيف.
وملخّص معنى الآية : أنّ الله تعالى شبّه بنيانهم على نار جهنّم بالبناء على جانب نهر هذا صفته ، فكما أنّ من بنى على جانب هذا النهر فإنّه ينهار بناؤه في الماء ولا يثبت ، فكذلك بناء هؤلاء ينهار ويسقط في نار جهنّم. يعني : أنّه لا يستوي عمل المتّقي وعمل المنافق ، فإنّ عمل المؤمن المتّقي ثابت مستقيم مبنيّ على أصل صحيح ثابت ، وعمل المنافق ليس بثابت ، بل واه ساقط.
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إلى ما فيه صلاح ونجاة. روي عن جابر بن عبد الله أنّه قال : رأيت المسجد الّذي بنى ضرارا يخرج منه الدخان.
(لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا) أي : بناؤهم الّذي بنوه. مصدر أريد به المفعول.
وليس بجمع ، ولذلك قد تدخله التاء ، ووصف بالمفرد ، وأخبر عنه بقوله : (رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) أي : شكّا ونفاقا. والمعنى : أنّ بناءهم هذا لا يزال سبب شكّهم وتزايد نفاقهم ، فإنّه حملهم على ذلك ، ثمّ لمّا هدمه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم رسخ ذلك في قلوبهم وازداد ، بحيث لا يزول وسمه (١) عن قلوبهم. (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) قطعا ، وتفرّق أجزاء بحيث لا يبقى لها قابليّة الإدراك والإضمار ، وحينئذ يسلون عنه. وهذا في غاية المبالغة. والاستثناء من أعمّ الأزمنة.
وقيل : المراد بالتقطّع ما هو كائن بالقتل ، أو في القبر ، أو في النار. وقيل : التقطّع بالتوبة ندما وأسفا.
وقرأ يعقوب : إلى ، بحرف الانتهاء ـ وروي ذلك عن الصادق عليهالسلام ـ و «تقطّع» بمعنى : تتقطّع. وهو قراءة ابن عامر وحمزة وحفص.
__________________
(١) أى : علامته.