بالألوهيّة ، وإعادة الناس ومجازاتهم.
والجدال التشدّد في الخصومة ، من الجدل (١) ، وهو الفتل. والواو إمّا لعطف الجملة على الجملة ، أو للحال ، فإنّه روي : «أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أخا لبيد وفدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قاصدين لقتله ، فأخذه عامر بالمجادلة ، ودار أربد من خلفه ليضربه بالسيف ، فتنبّه له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : اللهمّ اكفنيهما بما شئت.
فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فقتلته ، ورمى عامرا بغدّة فمات في بيت سلوليّة. وكان يقول : غدّة كغدّة البعير ، وموت في بيت سلوليّة. فنزلت هذه الآية».
والغدّة طاعون الإبل ، قلّما سلم منه. وسلوليّة امرأة من قبيلة بني سلول ، وهم موصوفون بالذلّ.
(وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) شديد المماحلة والمماكرة والمكائدة لأعدائه ، من : محل بفلان ، إذا كايده وعرّضه للهلاك. ومنه : تمحّل إذا تكلّف استعمال الحيلة.
ولعلّ أصله المحل ، بمعنى القحط. والمعنى : أنّه شديد المكر بأعدائه ، يأتيهم بالهلاك من حيث لا يحتسبون.
وقيل : فعال من المحل بمعنى القوّة.
وقيل : مفعل من الحول أو الحيلة ، أعلّ على غير قياس.
ويجوز أن يكون بمعنى شديد الفقار ، فيكون مثلا في القوّة والقدرة ، كقولهم : فساعد الله أشدّ ، وموساه (٢) أحدّ.
وما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام معناه : شديد الأخذ ، وعن قتادة : شديد القوّة ، يقوّي القولين الأخيرين.
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) الدعاء الحقّ ، فإنّه الّذي يحقّ أن يعبد ، أو يدعى إلى
__________________
(١) جدل الحبل : فتله ، أي : لواه.
(٢) الموسى : آلة من فولاذ يحلق بها.