(جَنَّاتُ عَدْنٍ) بدل من (عُقْبَى الدَّارِ). أو مبتدأ خبره (يَدْخُلُونَها). والعدن الإقامة ، أي : جنّات يقيمون فيها. وقيل : هو بطنان الجنّة ، أي : وسطها. وعن ابن عبّاس : هي الدرجة العليا ، وسكّانها الشهداء والصدّيقون. وقيل : قصر من ذهب ، لا يدخله إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد أو حاكم عدل.
(وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) عطف على المرفوع في «يدخلون». وإنّما ساغ للفصل بالضمير الآخر. أو مفعول معه. والآباء جمع أبوي كلّ واحد منهم ، فكأنّه قال : من آبائهم وأمّهاتهم. والمعنى : أنّه يلحق بهم من صلح من أهلهم وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم ، تبعا لهم وتعظيما لشأنهم ، كما قال : (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) (١). وهو دليل على أنّ الدرجة تعلو بالشفاعة. أو أنّ الموصوفين بتلك الصفات يقرن بعضهم ببعض ـ لما بينهم من القرابة والوصلة ـ في دخول الجنّة زيادة في أنسهم. وفي التقييد بالصلاح دلالة على أنّ مجرّد الأنساب لا تنفع.
(وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) من أبواب المنازل ، أو من أبواب الفتوح والتحف ، قائلين : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) بشارة بدوام السلامة (بِما صَبَرْتُمْ) على الطاعة ، وعن المعاصي. وهو متعلّق بـ «عليكم» ، أو بمحذوف ، أي : هذا بما صبرتم لا بسلام ، فإنّ الخبر فاصل. والباء للسببيّة ، أو للبدليّة.
(فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الأصل : نعم ، فسكّن العين بنقل كسرتها إلى الفاء بعد حذف الفتحة.
(وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥) اللهُ
__________________
(١) الطور : ٢١.