الطريق الّذي به علم الرسول ما تحقّق موعدهم به ودنوّه.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : ينزل ، من : أنزل. وعن يعقوب مثله. وعنه : تنزّل ، بمعنى : تتنزّل. وقرأ أبو بكر : تنزّل ، على المضارع المبنيّ للمفعول ، من التنزيل.
(مِنْ أَمْرِهِ) من أجله ، أو بأمره. ونظيره قوله : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (١) أي : بأمره. (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) ممّن يصلح للنبوّة (أَنْ أَنْذِرُوا) بأن أنذروا ، أي : أعلموا ، من : نذرت بكذا ، إذا علمته (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) أي : خوّفوا أهل الكفر والمعاصي بأنّه لا إله إلّا أنا. وقوله : «فاتّقون» رجوع إلى مخاطبتهم بما هو المقصود. و «أنّ» مفسّرة ، لأنّ الروح بمعنى الوحي الدالّ على القول. أو مصدريّة في موضع الجرّ بدلا من الروح ، أو النصب بنزع الخافض. أو مخفّفة من الثقيلة ، أي : أن الشأن لا إله إلّا أنا.
والآية تدلّ على أنّ نزول الوحي بواسطة الملائكة ، وأنّ الغرض منه التنبيه على التوحيد الّذي هو منتهى كمال القوّة العلميّة ، والأمر بالتقوى الّذي هو أقصى كمال القوّة العمليّة.
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٤) وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨))
__________________
(١) الرعد : ١١.