بالفتح. وهو لغة.
(وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها) الصوف للضأن ، والوبر للإبل ، والشعر للمعز. وإضافتها إلى ضمير الأنعام لأنّها من جملتها. (أَثاثاً) ما يلبس ويفرش (وَمَتاعاً) ما يتّجر به (إِلى حِينٍ) إلى وقت أن يبلى ويفنى ، أو إلى حين مماتكم ، أو إلى أن تقضوا منه أوطاركم.
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ) من الشجر والجبل والأبنية وغيرها (ظِلالاً) تتّقون بها من حرّ الشمس (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً) مواضع تسكنون بها ، من الكهوف والبيوت المنحوتة فيها. جمع كنّ.
(وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ) قمصانا وثيابا من الصوف والكتّان والقطن وغيرها (تَقِيكُمُ الْحَرَّ) خصّه بالذكر اكتفاء بأحد الضدّين ، أو لأنّ وقاية الحرّ كانت أهمّ عندهم ، وقلّما يهمّهم البرد ، لأنّهم أهل حرّ في بلادهم ، محتاجون إلى ما يقي الحرّ أكثر (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) يعني : الدروع والجواشن (١). والسربال يعمّ كلّ ما يلبس من حديد وغيره.
(كَذلِكَ) كإتمام هذه النعم الّتي تقدّمت (يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) يريد نعمة الدنيا ، لقوله : (لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) أي : تنظرون في نعمه فتؤمنون به ، وتنقادون لحكمه. وقال ابن عبّاس : معناه : لعلّكم يا أهل مكّة تعلمون أنّه لا يقدر على هذا غيره ، فتوحّدوه وتصدّقوا رسوله.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن الإيمان ، ولم يقبلوه منك (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) تبليغ ما أرسلت به ، وقد بلّغت. فذكر سبب العذر ـ وهو البلاغ ـ ليدلّ على المسبّب ، فهو من إقامة السبب مقام المسبّب. وهذا تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) الجوشن : الصدر والدرع ، وجمعه : جواشن.