ذي عهد عهده. فقالوا عند ذلك : يا عليّ أبلغ ابن عمّك أنّا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا ، وأنّه ليس بيننا وبينه عهد إلّا طعن بالرماح وضرب بالسيوف» (١) انتهى كلامه.
وقال في المجمع : «روى عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ، عن الباقر عليهالسلام قال : خطب عليّ عليهالسلام الناس يوم النحر ، واخترط سيفه فقال : لا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يحجّنّ بالبيت مشرك ، ومن كانت له مدّة فهو إلى مدّته ، ومن لم يكن له مدّة فمدّته أربعة أشهر ، وقرأ عليهم سورة براءة» (٢).
وقيل : إنّه أخذها من أبي بكر قبل الخروج ودفعها إلى عليّ عليهالسلام ، وقال : لا يبلّغ عنّي إلّا أنا أو رجل منّي.
وروى أصحابنا : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولّاه ايضا الموسم ، وأنّه حين أخذ البراءة من أبي بكر رجع أبو بكر.
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن سماك بن حرب ، عن أنس بن مالك : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة ، فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه فردّه ، وقال : لا يذهب بهذا إلّا رجل من أهل بيتي ، فبعث عليّا عليهالسلام» (٣).
وتحريم القتال في الأشهر الحرم قد نسخ ، وأبيح قتال المشركين فيها بعد ذلك.
(وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) لا تفوتونه وإن أمهلكم (وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) أي : مذلّهم في الدنيا بالقتل والأسر ، وفي الآخرة بالعذاب الأليم.
__________________
(١) الكشّاف ٢ : ٢٤٣ ـ ٢٤٤.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٣ ـ ٤.
(٣) شواهد التنزيل ١ : ٣٠٥ ح ٣٠٩.