بالسرج ، وزيارتها للعبادة ، وإدامة العبادة والذكر ودرس العلم ، وصيانتها ممّا لم تبن له ، كحديث الدنيا.
وفي الحديث : يأتي في آخر الزمان ناس من أمّتي يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا ، ذكرهم الدنيا وحبّ الدنيا ، لا تجالسوهم ، فليس لله بهم حاجة.
وروي أيضا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش».
وقال أيضا صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قال الله تعالى : إنّ بيوتي في أرضي المساجد ، وإنّ زوّاري فيها عمّارها ، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي ، فحقّ على المزور أن يكرم زائره».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من ألف المسجد ألفه الله».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان».
وعنه أيضا برواية أنس : «من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك المسجد ضوءه».
وإنّما لم يذكر الإيمان بالرسول لما علم أنّ الايمان بالله قرينه ، وتمامه الإيمان به ، ولدلالة قوله : (وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ) عليه.
(وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ) أي : في أبواب الدين ، فإنّ الخشية عن المحاذير جليّة لا يكاد الرجل يتمالك عنها. قيل : كانوا يخشون الأصنام ويرجونها ، فأريد نفي تلك الخشية عنهم. (فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) ذكره بصيغة التوقّع قطعا لأطماع المشركين في الاهتداء والانتفاع بأعمالهم ، وتوبيخا لهم بالقطع بأنّهم مهتدون ، فإنّ هؤلاء مع كمالهم إذا كان اهتداؤهم دائرا بين عسى ولعلّ فما ظنّك بأضدادهم؟ ومنعا للمؤمنين أن يغترّوا بأحوالهم ويتّكلوا عليها.