مع الأنبياء». رواه العيّاشي (١) مسندا.
(وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) بأعينكم ، يعني : الملائكة. وكانوا خمسة آلاف ، أو ثمانية آلاف ، أو ستّة عشر ألفا ، على اختلاف الأقوال. عن الجبائي : أنّ الملائكة نزلوا يوم حنين بتقوية قلوب المؤمنين وتشجيعهم ، ولم يباشروا القتال يومئذ ، ولم يقاتلوا إلّا يوم بدر.
(وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالقتل والأسر ، وسبي النساء والذراري ، وسلب الأموال (وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ) أي : ما فعل بهم جزاء كفرهم في الدنيا.
(ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ) منهم بالتوفيق للإسلام (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يتجاوز عنهم ويتفضّل عليهم.
روي : أنّ ناسا منهم جاءوا فبايعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الإسلام ، وقالوا : يا رسول الله أنت خير الناس وأبرّ الناس ، وقد سبي أهلونا وأولادنا ، وأخذت أموالنا ، وقد سبي يومئذ ستّة آلاف نفس ، وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى.
فقال : إنّ عندي ما ترون ، إنّ خير القول أصدقه ، اختاروا إمّا ذراريكم ونساءكم وإمّا أموالكم.
فقالوا : ما كنّا نعدل بالأحساب شيئا.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّ هؤلاء جاءوا مسلمين ، وإنّا خيّرناهم بين الذراري والأموال ، فلم يعدلوا بالأحساب شيئا ، فمن كان بيده سبي وطابت نفسه أن يردّه فشأنه ، ومن لا فليعطنا ، وليكن قرضا علينا حتّى نصيب شيئا فنعطيه مكانه.
فقالوا : رضينا وسلّمنا.
فقال : إنّي لا أدري لعلّ فيكم من لا يرضى ، فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٨٤ ح ٣٩.