معركة الجمل
فخرج البغاة نحو « البصره » |
|
وهُرعت « عائشةٌ » للنصره (١) |
واجتمعوا لأمرهم في الحرمِ |
|
وسعيُهم كان إراقةُ الدمِ |
وقد أجابهم جفاةُ العربِ |
|
مَن جحدوا « خمّاً » وخالفوا النبيّ |
شعارُهم كان لأخذ الثارِ |
|
بقتل عثمان بيوم « الدارِ » |
وهو شعارٌ كاذبٌ خدَّاعُ |
|
وخلفه يحتدمُ الصراعُ |
« فطلحةٌ » يطمعُ بالإماره |
|
وهو يخبّي في الحنايا ناره |
__________________
(١) كانت أم المؤمنين عائشة من خصوم عثمان ، وكانت تعلن عن معارضتها علناً ، وأنه خالف القرآن والسنة ، وقد اطلقت عليه قولها المشهور : « اقتلوا نعثلا فقد كفر » تقصد بذلك عثمان ، لكنها عندما سمعت بأن الإمام علي صار هو الخليفة ، غيّرت موقفها تماماً ، فإذا بها تعلن ظلامة عثمان ، وتقف موقف المعارض من الإمام علي.
وجدت عائشة في طلحة والزبير ما يحقق أهدافها ، فقد حرمهما الإمام علي من الامتيازات الخاصة التي كانا يتمتعان بها على عهد عثمان ، إذ كانت سياسة الإمام المالية تقوم على أساس الموازين الشرعية بعيداً عن المحاباة والعصبيات ، وهذا ما جعل طبقة المنتفعين على عهد عثمان ، تعارض حكم الإمام علي ، وإلى جانب ذلك كان في الشام معاوية بن أبي سفيان ، الذي كان يمتلك طموحات عريضة ويخطط لجعل الخلافة ملكاً أموياً خاصاً ، فقد أخذ معاوية يغذي هذا الإتجاه المعارض ويتأهب لكسب الجولة.
نشط معارضو الإمام علي بشكل مكثف ، وتحركوا باتجاه البصرة ، وكانت عائشة على ظهر جمل يدعى « عسكر » وكان شعارهم الأخذ بدم عثمان ، والغريب أن الذين رفعوا هذا الشعار ضد الخليفة المقتول هم الذين اشتركوا في قتله ، في حين كان الإمام علي يحاول منعهم من قتل الخليفة.