دور الامام الهادي عليهالسلام
يغذوهُ بالفقه وبالمعارفِ |
|
وبالهدى من كل علمٍ هادفِ |
حتى غدا أعجوبةَ الزمانِ |
|
وسيداً فاق على الاقرانِ |
وإذ رقى المعتصمُ الخلافه |
|
وراقبَ « الجوادَ » حيثُ خافه |
مستقدماً اياه « للزوراءِ » |
|
يسومه بالظلم والبلاءِ |
فظل وحده الامامُ الهادي |
|
في ارضِ طيبةٍ بلا عمادِ |
لكنه مالان واستكانا |
|
رغم الذي عانى به ما عانى |
من وحشةٍ وقلةٍ من ناصرِ |
|
وظلم سلطان لئيمٍ جائرِ (١) |
* * *
__________________
(١) رغم قصر المدة التي قضاها الامام الجواد عليهالسلام مع ولده الهادي عليهالسلام والتي إمتدتْ سنتين بعد ولادته ، وسنتين بعد رجوعه ثانيةً الى المدينة ، كان الامام الجواد عليهالسلام يحرص خلال هذه المدة على إعداد ولده الهادي للامامة العامة ، فأخذ يزقّهُ من العلوم والمعارف ، وما ورثه من آبائه وأجداده من مكارم الاخلاق ، إضافة الى حرصه الشديد على التنويه بالنص عليه من بعده بين أوساط شيعته وجماهير الامة.
ذكرنا فيما سبق خوف الطغاة من وجود الائمة عليهمالسلام على طول العصور ، وما يشكله هذا الوجود من تهديد لسلطتهم ، وذكرنا كذلك كيف كان يخشى طاغية بني العباس « المعتصم » من وجود الامام الجواد عليهالسلام في المدينة ، وما يشكله من تهديد لسلطته هناك ممّا دعاه الى استقدامه الى بغداد ، حيث سامه بأنواع الظلم والبلاء من تهوين ومراقبة ، حتى دسّ إليه السمّ كعادة من سبقه من طغاة بني العباس ، وذلك في أواخر ذي القعدة من عام ٢٢٠ هـ ودفن جنب جده موسى الكاظم عليهالسلام في مقابر قريش ، تاركاً ولده الهادي عليهالسلام في المدينة ليعاني هو الآخر من ظلم هؤلاء الطغاة ومن ياتي بعدهم.