مرضُ النبيُ ووفاته
خلال ذلك النبيُّ اعتلا |
|
لكن سيف عزمه ما كلّا |
قد اثقلت عينيه منهُ (الحمّى) |
|
واصفرّ لونُه اذىً وهمّا |
فصار يدعو (بدواةٍ وكتف) |
|
لكن بعضَ صحبهِ كان أنف (١) |
وقال : إنما النبيُّ يهجرُ |
|
فحسبنا قرآننا والسِورُ |
ويا لها من قولة خطيره |
|
قد مزقت أُمتنا الكبيره |
وبعدها قال النبيُّ : قوموا |
|
عنّي فقد أُبطل ما أرومُ |
والله لو اخذتم الكتابا |
|
لما غدوتم بعدهُ أحزابا |
ولا انقلبتمُ على الاعقابِ |
|
بل كنتم من خيرة الاصحابِ (٢) |
وظل في علّته يُعاني |
|
ويرمقُ الناسَ بقلب حانِ |
__________________
(١) عندما اشتد برسول الله صلىاللهعليهوآله المرض ، وكان عنده جماعة من الصحابة ، دعا بكتف ودواة وقال لهم : « هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ». فقال عمر بن الخطاب : « ان النبي غلبه الوجع وعندكم كتاب الله ، فحسبنا كتاب الله ». صحيح البخاري ، كتاب العلم : ١ / ٢٢.
(٢) كان واضحاً بما لا يقبل الشك ان الرسول صلىاللهعليهوآله اراد ان يكتب كتاباً يؤكد فيه تعيين الامام علي عليهالسلام خليفة له من بعده ، وقد ادرك عمر هذا الامر فقال ما قال بحق الرسول ، ليمنع كتابة هذا العهد. ولم يعد بعد قول عمر ، من الممكن ان يكتب الرسول كتابه ، لان ذلك ستترتب عليه آثار خطيرة تمس شخصية الرسول صلىاللهعليهوآله وسنتهُ وعصمته لان الله تعالى يقول : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) ويقول كذلك : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث متواتر : « اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ـ وفي رواية زيد بن ارقم ـ ولقد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » وهو الحديث المتواتر المعروف بحديث الثقلين.