حكاية بشرِ الحافي
وذات يومٍ كان في الطريقِ |
|
يمشي بلا فتىً ولا صديقِ |
فمرَّ في دارٍ بها غِناءُ |
|
في بابها جاريةٌ حسناءُ |
فقال : من صاحبُ هذي الدارِ |
|
هل هو عبدٌ أم من الأحرار ؟ |
فقالت الجاريةُ الصبيه : |
|
بل هو حرٌّ دونما مريه |
فقال : قد صدقتِ فيه قولا |
|
لو كان ذا عبداً لخاف المولى |
فهرعت تمشي لـ « بشرِ الحافي » |
|
والسكر في عينيه غير خافِ |
واخبرته بالذي قد كانا |
|
فبان من توبتهِ ما بانا |
وراح يمضي خلفه مهرولا |
|
يبكي على أفعالهِ مولولا |
وصار من اعاظم الزهادِ |
|
وأكبر التقاةِ في بغدادِ |
حتى غدا من أوثق الرواةِ |
|
وناقلِ الحديث للثقاةِ (١) |
__________________
(١) الحرية الحقة الا تكون عبداً لغير الله سبحانه حينئذ ترفض عبودية الاشياء عليك من مالٍ ، او جاهٍ ، او شهوات ، فتكون عبداً لله وحده هو مولاك وعليه معتمدك دون سواه وفي هذه الحكاية نرى صورة واقعية لهذه الفكرة السامية ، وفيها نلمس ايضاً مدى تأثير الإمام عليهالسلام على مجتمعه وكيف كان عليهالسلام يمارس الارشاد الفعلي والموعظة الحسنة في توجيه الناس وارشادهم الى الخير والصلاح ، كما نرى في الموعظة البذرة الصالحة اذا وجدت ارضاً خصبة صالحة ، وهو الانسان الصالحِ فإنها تزهر وتأتي بكل زوجٍ بهيج ، وهكذا الموعظة اذا لقيت أذناً صاغية ، وقلباً طاهراً ، اثمرت وآتت اُكلها كما نقل لنا التاريخ من امثال « بشر الحافي ».
حيث ينقل العلامة الحلي :
ومن الذين تابوا على يد الإمام
ابي الحسن موسى عليهالسلام بشر الحافي ، حيث اجتاز الإمام عليهالسلام منفرداً بداره ببغداد ، فسمع الملاهي واصوات الغناء تخرج من تلك الدار ، فخرجت
جارية
=