لقاء الإمام عليهالسلام مع المنهال
وذات يوم خرجَ السجّادُ |
|
مكبلاً بحزنه يقادُ |
شاهده « ابنُ عمروِ المنهالُ » |
|
فقال كيف أمست العيالُ |
فقال صرنا كبني يعقوبِ |
|
في آلِ فرعون بلا ذنوبِ |
يُذبّحون غدرةً أَبناءنا |
|
ويأسرون عنوة نساءنا |
بجدّنا نفتخرُ الأعرابُ |
|
بديننا جانبهم يُهابُ |
يفتخرون إن طه الموئلُ |
|
ونحن آلُ بيتهِ نُقتّلُ |
واسترجع الإمامُ مما كانا |
|
فصبرهُ قد حيَّرَ الزمانا (١) |
وانتشرت أخبارُ آلِ طه |
|
في « جلّقِ » الشام وفي قُراها |
واستنكرَ الناسُ على يزيدِ |
|
فعلتهُ الشنعاء بالتهديدِ |
قالوا قتلتَ ابنَ النبيّ الهادي |
|
وعترةً من أفضل الأولادِ |
أبعدَ إيمانِ نعودُ كفرا |
|
وبعد قرآنِ نقول هجرا |
وكثرت عند يزيدِ اللّائمة |
|
بقتلهِ لابنِ البتولِ فاطمه |
__________________
(١) وفي بعض الأيام خرج الإمام السجاد عليهالسلام من الخربة ليروّح عن نفسه الهموم والأحزان ، فالتقى بالمنهال بن عمرو فبادره بالسلام قائلاً : كيف أمسيت يا ابن رسول الله ؟ فرمقه الإمام بطرفه وقال : أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم أمست العرب تفتخر بأن محمداً منها وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأن محمداً منها وأمسينا معشر أهل بيته مقتولين مشردين فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.