شهادة زهير بن القين
وخرجَ « ابنُ القينِ » للبرازِ |
|
هوَ يقولُ الشعرَ بارتجازِ |
« أقدم هُدِيتَ هادِياً مَهديا |
|
اليومَ ألقى جدَّكَ النبيا |
وحسَناً والمرتضى عليّا |
|
ذاكَ الذي نعرفهُ الوصِيا |
وذا الجناحَينِ الفتى الكميا |
|
وأسدَ الله الشهيدَ الحيا |
أنا زهيرٌ وأنا ابنُ القينِ |
|
أذودُكم بالسيفِ عنْ حسينِ |
إنّ حسيناً احدُ السبطَيْنِ |
|
أضربكُم ولا أرى منْ شَيْنِ » |
ثمّ هوى بسيفهِ والقوسِ |
|
قتلَهُ « المهاجرُ بنُ أوسِ » |
فوقفَ الحسينُ فوقَ مصرعهِ |
|
يندبهُ بساخناتِ أدمعهِ (١) |
ثمَ وقى « ابنُ قرظةَ الأنصاري » |
|
وجهَ ابنِ فاطمٍ بصدرٍ عارِ |
حتّى اذا أُثْخنَ بالجراحِ |
|
إستأذنَ الحسينَ بالرواحِ |
بشَّرَهُ سيدهُ بالجنّهْ |
|
في ساعةِ الحشرِ بغيرِ منَّهْ (٢) |
__________________
(١) زهير بن القين البجلي ، شخصية بارزة في الكوفة ، وكان كبير السن ، عثماني الاتجاه ، التحق بالامام الحسين عليهالسلام خلال مسيره من مكة الى العراق ، جعله الامام الحسين على ميمنة اصحابه ، قاتل قتال الابطال ، فقتل جماعة كبيرة من الجيش المعادي قبل ان يستشهد ، نعاه الحسين بقوله : « لا يبعدنك الله يا زهير ولعن قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير ».
(٢) ابن قرظة : هو عمرو بن قرظة الانصاري ، وقف كذلك يقي الامام الحسين عليهالسلام سهام الاعداء بصدره حتى اثخن بالجراح ، وهو يقول : أوفيت يا ابن رسول الله ؟ قال : نعم انت أمامي في الجنة ، فأقرِئْ رسول الله مني السلام ، وأعلمه اني في الأثر ، ثم سقط شهيداً رحمه الله.