رسالة الحقوق
ظلّ الإمام يقطن المدينه |
|
ورغم ذا قلوبهم حزينه |
لكنّه ظلَّ طويلاً يدعو |
|
مربياً جيلاً ليعلو الشرعُ |
رسالة الحقوقِ من عطائه |
|
وهي نظامُ الدين في صفائه (١) |
قد جمعت حق بني الانسانِ |
|
بعد حقوق الخالق الرّحمنِ |
__________________
(١) مارس الإمام السجاد عليهالسلام نشاطاً فكرياً واجتماعياً واسعاً في المدينة المنوّرة طيلة مدّة إمامته التي كانت حوالي ٣٥ سنة ، حتى قيل إنّه كان المؤسس الثاني لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام الفكرية والفقهية بعد جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث نشر الفقه والعلم ، وأخذ عنه العلماء وطلّاب الحقيقة من مختلف أصقاع العالم. كما إنّه ترك تراثاً فكرياً وتربوياً رائعاً في مختلف فنون العلم والأدب والأخلاق والمعرفة.
ومن تراثه الخالد رسالته إلى بعض أصحابه المعروفة برسالة الحقوق وهي مجموعة حقوق انسانية وأخلاقية واجتماعية وسياسية من النمط العالي تصلح أن تكون دستوراً لحقوق الانسان في كل زمان ومكان ، وقد سبقت بمضامينها الانسانية الراقية الإعلان العالمي لحقوق الانسان المعتمد من قِبَل الأمم المتحدة في القرن العشرين.
فهي تحدد واجبات الانسان تجاه ربّه وخالقه الذي أنعم عليه بنعمة الوجود وسائر النعم الأخرى ، وحقوق الوالدين والنفس والإخوان والجيران وسائر طبقات الأمّة وشرائحها الاجتماعية المختلفة ، وقد بلغت خمسين حقاً ، وهي إن دلّت على شيء إنّما تدل على سمو الفكر وصفاء الروح وسعة العقل عند زين العابدين وسيّد الساجدين عليهالسلام وقد روتها كتب الحديث المعتبرة مثل الخصال ومَن لا يحضره الفقيه للصدوق ، وتحف العقول لابن شعبه الحراني ، وغيرها من المصادر.