الخطاب التاريخي
والتفت السجّادُ نحو الطاغيه |
|
مخاطباً إياهُ في كراهيه |
يسأله أن يرتقي الأعوادا |
|
لكي يقولَ الصدقَ والرشادا |
فلم يُجبْ مطلبه يزيدُ |
|
لأنّه أدرك ما يريدُ |
لكنّما الناسُ ألحت تطلبُ |
|
دع الغلامَ يا يزيدُ يَخطبُ |
ما قدر ما يحسنُه هذا الفتى |
|
وقد غدا فؤادهُ مشتتا |
فقال لا ، هذا وريثُ العلم |
|
فصاحةً بحكمة وحلمِ |
فلم يزالوا فيه حتّى أذنا |
|
فبدأ الإمام حمداً وثنا |
وقال أُعطينا من الفضائلِ |
|
سِتّاً على كرامةِ المنازل (١) |
__________________
(١) في غمرة هذا المشهد المؤلم وبعد إعلان يزيد لكفره وعدم إيمانه بالوحي ورسالة النبي محمد صلىاللهعليهوآله من خلال ترديده للأبيات السابقة ، التفت إلى الإمام السجاد عليهالسلام يقول : كيف رأيت صنع الله يا علي بأبيك الحسين ؟ قال : رأيت ما قضاه الله عزّ وجل قبل أن يخلق السماوات والأرض.
وشاور يزيد مَن كان حاضراً عنده في أمره فأشاروا عليه بقتله ، فقال زين العابدين عليهالسلام : يا يزيد ! لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار به جلساء فرعون حين شاورهم في موسى وهارون فإنّهم قالوا له : أرجه واخاه ، ولا يقتل الأدعياء أولاد الأنبياء وأبناءهم فأمسك يزيد مطرقا. إثبات الوصية ١٤٣.
ثمّ امر يزيد الخطيب أن يعتلي
المنبر وينال من الحسين عليهالسلام وأبيه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وصعد الخطيب المنبر وبالغ في ذم العترة الطاهرة وأثنى ثناءً كاذباً على يزيد وابيه
، فانبرى
=