وفاتها عليهاالسلام
ثمّ قضت طاهرةً مطهره |
|
لكنّ أضيعَ قبرُها في المقبره |
الحزنُ ظلَّ خلفَها طويلا |
|
وحسرة تُدافعُ العويلا |
قد وقف الإمام عند قبرها |
|
مودّعاً وباكياً لصبرها |
يقول : ردّت هذه الوديعه |
|
إليكَ يا مؤتمن الشريعه |
يكفكفُ الدمعَ بحزن وأسى |
|
وقلبهُ يبكي بكاءً أخرسا |
أخفى الإمام قبرها عشيّه |
|
لرغبة الزهراء في الوصيّه (١) |
__________________
(١) طلبت الزهراء من الإمام علي أن يخفي قبرها وأن يدفنها سراً ، وكان هذا الموقف منها عليهاالسلام إحتجاجاً تأخيرياً على ما لاقته من ظلم بعد وفاة أبيها.
وكان يوم وفاتها كيوم وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله من حيث الحزن والأسى الذي خيّم على المسلمين ، ولقد ودعها الإمام علي عليهالسلام بآخر كلمات له معها على فراش الموت بقوله : والله لقد جددت عليّ مصيبة رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ، ورزيّة لا خلف لها.
ثم توجه الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وقلبه يعتصره الألم يقول : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك ! قلَّ ، يا رسول الله عن صفيّتك صبري ، ورق عنها تجلدي ، إلا أن في التأسي لي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت بين نحري وصدري نفسك ( إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ). فلقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة
! أما حُزني فسرمد وأما ليلي فمُسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مُقيم وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على
هضمها
=