إضاءة
وُلِد الإمام السجاد عليهالسلام عام ٣٨ هـ ، وهي الفترة التي كانت مشتعلة بالفتن ، حيث نشط الناكثون ، والمارقون ، والقاسطون على جدّه أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليهالسلام وجمعوا أمرهم على مخالفة الحق الذي كان يدور معه حيثما دار ، فعاش الإمام زين العابدين تلك المحنة بفصولها الصعبة ، التي انتهت بشهادة سيّد الأوصياء وإمام المتقين علي بن ابي طالب في محراب صلاته في مسجد الكوفة عام ٤٠ هـ.
ثمّ عاش السجاد محنة عمه الإمام الحسن عليهالسلام حين خذله الناس ما عدا الثلّة المخلصة من أصحابه ، وحين أخذ تيار الانحراف الأموي يفرض سيطرته على الساحة الإسلامية ، من خلال الخدعة والإرهاب والإغراء ، والسياسات المادية التي برع معاوية في ابتداعها بشتّى الوسائل الباطلة ، فشاهد عمّه المظلوم يتعرّض للخيانة تلو الأخرى من قبل جيشه المهزوم ، حتى اضطرّ إلى الهدنة مع جيش الشام ، وقلبه يعتصر الماً لما يراه من تعاظم جبهة الباطل وجمود المجتمع الإسلامي وعجزه عن إدراك خطورة الأحداث التي تمر عليه ، وعتمة المستقبل التي ستواجهه ، وفق تخطيط دقيق من قِبَل بني أميّة أعداء الرسول والرسالة ، الذين دخلوا الاسلام خوفاً وطمعاً فظلّوا له كارهين معادين يكيدون له ولأهله ، ويفتتون وحدة الأمّة وتماسكها عبر سياسة التجهيل الفكري والترغيب المادي والإرهاب الأمني ، فتبدلت ملامح أمّة محمد صلىاللهعليهوآله وصارت على شفا حفرة من الضياع والتردي في كافة أبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية.
وبعدها عايش الإمام السجاد عليهالسلام محنة
الأحرار من شيعة علي عليهالسلام أمثال ميثم التمار ، ورشيد الهجري ، وحجر بن عدي الكندي ، وأصحابه البررة ، وتعرّضهم للقتل والسجن والتشريد على يد معاوية ، وتحسس بألم وحرقة غلبة التيار النفعي على واقع الامة ، وعلى مبادىْ الإسلام الأصيل ، وهذه لوحدها تكفي لأن تمزق