بيعةُ الرضا عليهالسلام
ولم تكن من حيلةٍ مخيفه |
|
غيرَ اختيارٍ للرضا خليفه |
وقُطع الامرُ بأشخاص الرضا |
|
الى خراسان بأمر قد قضى |
فكتب المأمون يستدعيه |
|
وبأرتقاء عرشه يُغريه |
فاعتذر الامام أي عذرِ |
|
كي يتقي منه وجوه الشرِ |
حتى اذا أيقن لن يكفا |
|
أجابه لما يريدُ عسفا |
فحمل الأمام بالنفائسِ |
|
على طريق بصرةٍ وفارس |
مودعاً قبر النبي المصطفى |
|
وأهله المستكملين الشرفا |
وجاد في اهليه بالاموال |
|
يقول لن أعودَ للعيالِ (١) |
__________________
(١) لقد حصل في عهد خلافة المنصور اضطراب في الوضع السياسي ، حيث انه عاش صراعاً مريراً للقضاء على اخيه الامين ، وما نتج عن ذلك من استياء بقية انصار الامين من العباسيين ، لكنه سرعان ما فوجئ بعدة ثورات وحركات مسلحة علوية في جميع الامصار الاسلامية ،مما جعل المأمون يفكر في مشروع سياسي ينطوي على دهاء بعيد يستهدف اولا حركة الامام الرضا عليهالسلام وتطويقه ، وثانيا كسب ودّ العلويين ، ولا سيما الثائرين منهم وتثبيط عزائمهم ، وامتصاص نقمة الكثيرين منهم ، اضافة الى التشبّه بالعدل واشاعة السلام ، فعمد الى فكرة ولاية العهد ، او اشراك الامام الرضا عليهالسلام بالسلطة العباسية عكس ما فعل اجداده من قبل.
وعلى العموم يمكن اجمال اهم الاسباب التي ينطوي عليها هذا الفعل السياسي.
أولاً : الايحاء لجماعات الشيعة ولا سيما الثائرة منها ان الخلافة قد رجعت اليهم عن طريق اشراك كبيرهم الامام الرضا عليهالسلام بعد سنوات من الغضب ، والقتل ، والابعاد ، وبالتالي فلا حاجة للثورة ضده ، وفي نهاية المطاف يكون قد انهى اقوى معارضة سياسية لسلطانه.
=