مرقدهُ ومشهدهُ
وصار قبره بجنب الكاظمِ |
|
علامة تضيء بالمكارمِ |
وقبةً مصوغة بالذهبِ |
|
شبيهة لقبةٍ بيثربِ |
بالطهرِ والرهبةِ والخشوعِ |
|
صارت محطَ الخيرِ للجموعِ |
فيها تجاب دعوةُ المضطرِ |
|
اذا دعا في علنٍ وسرِ |
تزهو بها بغداد في الأزمانِ |
|
مفعمة باكمل المعاني |
راح عليها يُقرأُ السلام |
|
ما مرت الايامُ والاعوام (١) |
__________________
(١) وهكذا هوى من سماء الامامة كوكب ساطع ليحلّ مدفوناً الى جوار جدّه موسى بن جعفر عليهالسلام حيث تسطع أنوار الذهب في قبّتين لامعتين صارت فيما بعد محطاً لبكاء الضارعين ، حيث تجاب الدعوات ، وتنزل البركات ، وتكاد أرض بغداد تشمخ بها فخراً وعزّاً أبد الدهور ، وهذه الملايين من مسلمي الشرق والغرب تتقاطر عليها ، حيث تقام الصلوات وتسمع الدعوات ، وهكذا انطوت صفحة نيّرة من صفحات الامامة الخالدة برحيل ابي جعفر الجواد عليهالسلام الى ربه شهيداً مسموماً مظلوماً ، وهو صغير العمر ، بل اصغر الائمة المعصومين سناً ليتولى الامامة من بعده ولده النقي ، التقي الامام علي الهادي عليهالسلام.
وللشعراء العقائديين باع طويل في رثاء الامام الجواد عليهالسلام والثناء عليه وبيان فضائله وفضل مرقده المقدس وما ظهرت هناك من كرامات ومفاخر على مرّ الدهور ، وسنورد هنا بعض ما قالوه :
١ ـ قال علي بن عيسى الاربلي صاحب « كشف الغمّة » :
إمام هدىً له شرف ومجدٌ |
|
أقرّ به الموالي والمعادي |
تصوب يداه بالجدوى فتغني |
|
عن الانواء في السنة الجمادٍ |
بنى في ذروة العلياء مجداً |
|
بعيد الصيت مرتفع العمادٍ |
=