في معركة صفّين
وحينَ شبَّتْ بَعْدَها « صِفِّينُ » |
|
لاهِبةً وحِقدُها دَفِينُ |
كانَ بها السِّبطُ على المقدّمَهْ |
|
والخَيْلُ بالخَيلِ غدَتْ ملتحمَهْ (١) |
__________________
(١) بعد معركة الجمل أعلن معاوية بن أبي سفيان تمرّده على الإمام علي عليهالسلام محاولاً عزل بلاد الشام عن الحكومة المركزية للدولة الإسلامية ، وقد حاول الإمام علي عليهالسلام معالجة القضيّة وامتصاص الأزمة عن طريق الرسائل والمفاوضات بين الكوفة والشام. إلّا أنّ معاوية كان مصرّاً على موقفه لأنّه لا يريد أن يخضع للشرعية ولا يستجيب للحق ، يشجعه في ذلك مستشاره السياسي المخادع « عمرو ابن العاص » الذي يكنّ حقداً دفيناً لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام منذ بدء رسالة الإسلام وحركة الدعوة الإسلامية.
وتمادى معاوية في غيِّه ، فكان يشنّ حرباً خاطفة على شكل غارات على أطراف العراق والجزيرة فيقتل الأبرياء ، ويسلب أموال المسلمين ويروّع الآمنين ، وينشر الذعر في أرجاء الدولة الإسلامية.
وفي حملة أحد قوّاد جيوشه « بسر بن أرطاة » ذلك الرجل الوحشي الذي قاد جيشاً لمعاوية فقتل كل مَن يعترض طريقه وأحرق القرى والبيوت حتّى توغل في بلاد اليمن فاستباحها فانهزم أمامه عامل اليمن « عبيد الله بن العباس » فقتل ولديه الصغيرين من بعده فجنّت أمّهما وظلّت تردِّد هذه الأبيات التي حفظها التأريخ في صفحاته :
ها من أحس بابني اللذين هما |
|
كالدرّتين تشظى عنهما الصدف |
ها من أحس بابني اللذين هما |
|
مخي وعقلي فعقلي اليوم مختطف |
نُبِّئتُ بسراً وما صدقت ما زعموا |
|
من إفكهم ومن الذنب الذي اقترفوا |
أحنى على ودج ابنيي مرهفة |
|
مشحوذة وكذاك الذنبُ يُقترفُ |
إزاء هذه التطوّرات الخطيرة لم
يكن أمام الإمام علي عليهالسلام سوى خيار الحرب ليضع حدّاً
=