خلافة المعتصم
حتى قضى المأمون في همومِ |
|
عند « البدندون » باقصى الرومِ |
ودفنُه قد تمَّ في طرطوسي |
|
يحمل أياماً على الرؤوسِ |
فقام بعده أخوهُ المعتصم |
|
وهو لعمري مستبدٌ منتقم |
ليس له علم ولا شجاعه |
|
ولا حفات القائدِ المطاعه |
كان شغوفاً همه الغلمانُ |
|
والعزف والغناءُ والقيانُ |
يثيرُ فتنةً وراءَ فتنه |
|
فأدخل الأُمةَ أي محنه (١) |
__________________
(١) ذكر السيوطي : فقد مرض المأمون بالروم ، فلما أشتد مرضه طلب ابنه العباس ليقدم عليه وهو يظن انه لا يدركه ، فأتاه وهو مجهود ، ولكن نفذت الكتب الى البلدان بتولية أخيه « ابو اسحاق المعتصم » بالخلافة من بعده ، وقيل ان ذلك وقع بامره ، وقيل بل كتبوا ذلك وقت غشيانه ، ثم مات المأمون يوم الخميس ١٨ رجب سنة ٢١٨ هـ بمنطقة بدندون في اقصى الروم ونقل الى « طرطوس » ودفن بها. تاريخ الخلفاء / ٣١٢ ـ ٣١٣.
ونقل المسعودي : نزل المأمون على عين ماء في « بدندون » بأقصى الروم ، وسرعان ما اخذته رعدة بسبب نضوح الماء عليه ، ولما علم دنو اجله اخذ يصيح : يا من لا يزول ملكه أرحم من زال ملكه. مزوج الذهب ٤ / ٣٣.
وفي ذلك قال الثعالبي : لا يعرف اب وابن من الخلفاء ابعد قبراً من هارون والمأمون ، حيث دفن هارون في طوس ، ودفن المأمون في طرطوس. لطائف المعارف / ١٤٥.
وفي ذلك أنشد ابو سعيد المخزومي :
هل رأيت النجوم أغنت عن المأمون |
|
او عن ملكه المأسوسِ |
خلّفوه بعرصتي طرطوس |
|
مثل ما خلّفوا اباه بطوسِ |
=