شهادة القاسم
وضاقَ صدرُ « القاسمِ بنِ الحسَنِ » |
|
نَجلِ الامامِ الصابرِ المُمتَحنِ |
جاءَ ويَمشي معهُ أخوهُ |
|
الى الحسينِ كيْ يودّعوهُ |
فانتحَب الحسينُ إذْ رآهُما |
|
نحوَ الجهادِ جُرِّدا سيفاهُما |
فارْتَجزَ القاسمُ ثمَ كَرّا |
|
يقولُ : والمهجةُ منهُ حَرّى |
« إنْ تُنكِروني فأنا نجلُ الحسَنْ |
|
سبطُ النبيِّ المصطفى والمؤتَمنْ |
هذا حسينٌ كالأسيرِ المرتَهنْ |
|
بينَ أُناس لاسقُوا صوبَ المزَنْ » |
وشتَّتَ الجموعَ وهيَ تَترى |
|
فانقطعَتْ لهُ النِّعالُ اليُسرى |
أهوى يشدُّ نعلَهُ ما هابا |
|
لا كثرَةَ الطعنِ ولا الضّرابا |
فناشَهُ بضربة عن عمدِ |
|
« عَمْرو بنُ سعدِ بنِ نفيلِ الأَزْدي » |
فصاحَ يا عماهُ ثمّ أهوى |
|
فجاءَهُ الحسينُ ليس يَقوى |
عزَّ على عمِّكَ أنْ تدعوهُ |
|
فَلا يُجيبُ عندما ترجُوهُ |
واحتملَ الحسينُ جسمَ الشِّبلِ |
|
ورجلُهُ تخطُّ فوقَ الرَّمْلِ |
فاستقبلَتْهُ زينبُ العقيلَهْ |
|
تصيحُ يا ضياغمَ القبيلَهْ |
هذا الحسينُ مُفردٌ في كربلا |
|
أحاطَهُ جيشُ العِدا مُتّصِلا (١) |
* * *
__________________
(١) القاسم ابن الامام الحسن بن علي بن أبي طالب ، اشترك في المعركة وهو غلام لم يبلغ الحلم ومعه أخوه عبد الله الاكبر ويكنى بأبي بكر. ويذكر ابو خنف في مقتله ـ كما نقل الطبري ـ ما مضمونه : ان القاسم وهو الشبل الشجاع انقطع شسع نعله في المعركة وانها اليسرى فابى ان يواصل القتال حافياً فنزل يشدّها فتجمع حوله الاعداء فقطعوه إرباً إرباً فلحق بموكب الشهداء السعداء.