العودة إلى المدينة
وأزْمَعَ الإمامُ أنْ يعودا |
|
ليَثْرب مُعذَّباً مَكْمُودا |
وهوَ يُداري أُمَّةَ المختارِ |
|
وشيعةً لحَيْدرِ الكرّارِ |
بالخُلُقِ المحمودِ والعطاءِ |
|
وسيرة مِنْ هبةِ السّماءِ |
وهوَ الّذي قدْ عرفوهُ بالكرمْ |
|
مُبتسماً رغمَ مرارةِ الألَمْ |
تناقلَتْ خصالَهُ الرّكبانُ |
|
وامتلأَتْ بذِكْرِه الأَوطانُ (١) |
فضاقَ ذَرعاً « ابنُ حرب » فيهِ |
|
ودبّرَ الأَمرَ لكَيْ يُرْديهِ |
* * *
__________________
(١) عاد الإمام الحسن عليهالسلام إلى المدينة المنوّرة ليبدأ مرحلة جديدة من العطاء الرسالي ، حيث باشر مهماته الفكرية والإجتماعية في توجيه الأمّة ورعايتها ، وتعريفها بسنّة جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد أن اختلطت عليها المفاهيم والإتِّجاهات نتيجة الجهود الأمويّة في تحريف الفكر والعقيدة وتزييف الوعي والاصالة ومسخ الشخصية الإسلامية.
فاتّخذ من المسجد النبوي منطلقاً لنشر مبادئ الدين وتعليم الأحكام الشرعية وترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع الإسلامي. حتّى أصبح قطباً فكرياً وروحياً تدور حوله الأمّة ، وتتناقل فضائل أخلاقه من الكرم ، والجود ، والسماحة ، والعلم ، والحلم ، والحكمة ، مجسداً في ذلك أخلاق جدّه وشمائل أبيه ومقدماً للمسلمين المثل الأعلى للشخصية الإسلامية كما رسمها القرآن الكريم.