إشتعال الثورة قبل موعدها
فسارَ « مسلمٌ » بأهلِ الكوفَهْ |
|
في ليلة مُظلمة مَخوفَهْ |
نداؤهُم « أمِتْ أمِتْ مَنصورُ » |
|
حتى خلَتْ مِنَ الرّجالِ الدُّورُ |
وأقْبَلُوا للقصرِ في عزيمَهْ |
|
وأوشكتْ أنْ تقعَ الهزيمَهْ |
وابنُ زياد أغلقَ الأبْوابا |
|
وحشَّدَ الحُرّاسَ والحُجّابا |
وهتفَتْ « مرادُ » أينَ هاني |
|
سيدُنا وقائدُ الشجعانِ |
فقيلَ : ذا عنهُ الأميرُ راضي |
|
والقولُ كانَ مِنْ « شُرَيْحِ القاضي » |
فاشتعلَتْ بينَ الجموعِ الفتنَهْ |
|
ومسلمٌ يعيشُ أيَّ مِحْنَهْ |
تفرَّقَتْ مِنْ حولهِ الرجالُ |
|
ونكثَتْ بيْعتَهُ الأَبْدالُ (١) |
__________________
(١) كان مسلم قد حدد موعداً مع
أصحابه لاعلان الثورة في الكوفة ، لكن اعتقال هاني وتسارع الاحداث جعله يستعجل موعد الثورة ، فدعا رجاله وسار بهم باتجاه قصر الامارة ، وكان شعارهم شعار رسول الله يوم بدر « يا منصور امت » وكان عددهم أربعة آلاف رجل ، إلّا أنّ ابن زياد دخل قصره وأغلق الباب ، واعتمد حرب الشائعات لتفريق انصار مسلم ، فأشاع بينهم بأن جيشاً كبيراً من دمشق يزحف باتجاه الكوفة وكان
يخوفهم بانتقام هذا الجيش ، فتفرق الناس عن مسلم ولم يبق سوى عدد قليل ، وكان مطلب الثوار
اطلاق سراح هاني بن عروة فقط فخدعهم ابن زياد عن طريق « شريح القاضي » الذي
=