بيعة المأمون
وبايع الناس الى المأمونِ |
|
بالخوف والاغراء والظنونِ (١) |
* * *
__________________
(١) استلم المأمون زمام الحكم بعد حرب دامية استمرت خمس سنين قتل فيها آلاف القادة والجنود ، وحدث تفتت في التحالف العباسي وانقسم الى قسمين ، مؤيدين ، ومعارضين لحكم المأمون الذي قد حدث فيه انفراج سياسي للامام الرضا عليهالسلام ولاهل بيته بعد اربع سنين ، فكان الإمام عليهالسلام يتحدث بحرية تامة ، ويتحرك في دائرة أوسع من قبل ، وهي دائرة البلاط الحاكم لاتصاله بالوزراء ، والقادة مباشرة.
والمأمون كوارث لأبيه وأجداده لم يستطع ان يخرج عن النهج السياسي السابق إلا في حدود ضيقة ، وكان كسابقيه يؤطر حكمه باطار شرعي مقدس ، وهذا يظهر من الكتب والمخاطبات التي وجهت اليه ، ومنها ما كتبه اليه طاهر ابن الحسين ، قاد الجيش الذي قتل أخاه الأمين حيث جاء فيه :
قد قتل الله المخلوع ، واسلمه بغدره ونكثه ، واحصد لأمير المؤمنين أمره ، وانجز له ما كان ينتظره من سابق وعده ، والحمد لله الراجع الى امير المؤمنين حقه ، الكائد له فيمن خان عهده ، ونقض عقده ، حتى ردّ به الالفة بعد فرقتها ، وجمع له الامة بعد شتاتها ، فأحيا به اعلام الدين بعد دثور سرائرها. اعلام الهداية ١٠ / ١١٨.