فضول شيخ من الشام
وكان في الحضورِ شيخٌ شامي |
|
يطلبُ من يزيد باهتمام |
لما راى فاطمةً بنتَ علي |
|
فقال يا أميرُ لو تكونُ لي |
ففزعت فاطمةٌ لزينبِ |
|
بدمعةِ حرّى وصوتٍ متعبِ |
كيف أكونُ بعد عزّي جاريه |
|
يا ليت حيدراً أتانا ثانيه |
فانتفضت زينبُ لا واللهِ |
|
فإن ذاك أعظمُ الدواهي |
قال يزيدُ لو أريد أفعلُ |
|
قالت إذن عن ديننا تعتزلُ |
فقال أنتمُ تركتم ديننا |
|
وأنتُم فارقتُمُ ملّتنا |
فهتفت بجدّنا اهتديتمُ |
|
وقبلهُ بالله قد كفرتمُ |
فسبّها بظلمهِ الشريرُ |
|
فسكتت لأنّه أميرُ |
يشتم ظالماً بلا رويه |
|
وذاك طبعٌ في بني أُميّه (١) |
* * *
__________________
(١) يذكر الطبري وابن الأثير في تأريخيهما : أن رجلاً من الشام نظر إلى فاطمة بنت علي عليهالسلام وقيل بنت الحسين عليهالسلام فطلب من يزيد أن يهبها له كخادمة ففزعت ابنة أمير المؤمنين وتعلّقت بزينب العقيلة وقالت : كيف أُستخدم ؟
قالت العقيلة : لا عليك إنّه لن يكون أبداً ، فقال يزيد لو أردت لفعلت.
فقالت له زينب : إلّا أن تخرج عن ديننا ، فردّ عليها : إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك !
فقالت ابنة علي : بدين الله ودين جدّي وأبي وأخي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلماً قال : كذبت يا عدوّة الله ! فرقت عليها السلام وقالت : أنت أمير مسلط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ، وانتهى الحوار الساخن عند هذا الحد ، وحينما عاود الرجل الشامي الطلب نهره يزيد وقال له : وهب الله لك حتفاً قاضياً.