ثورة المختار الثقفي
وهكذا الكوفة ظلت قلقه |
|
رجالها قلوبُهم محترقه |
ينتظر الأَحرارُ فيها الثارا |
|
يبايعون سِرّاً المختارا (١) |
__________________
(١) يعدّ المختار بن يوسف الثقفي من الشخصيات الإسلامية والقيادية اللّامعة في التاريخ الإسلامي حيث فجّر ثورة عارمة بوجه الأمويين تقوم على أساس الولاء والمحبة لأهل البيت عليهمالسلام ومعاقبة الجناة والمفسدين خصوصاً الذين شاركوا في مجزرة كربلاء الأليمة. فقد امتازت شخصيته بشدّة الذكاء والدهاء والقدرة القيادية العالية إضافة إلى حبّه وولائه لأهل البيت عليهمالسلام ولسمو مكانته عند الأئمة الأطهار عليهمالسلام.
قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام : ما امتشطت فينا هاشمية ولا أخضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين عليهالسلام.
وفي رواية أخرى لمّا بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام خرّ الإمام ساجداً لله وقال : الحمد لله الذي أدرك ثاري من أعدائي وجزى الله المختار خيراً.
وممن نال العقاب المجرم الممسوخ حرملة بن كاهل الأسدي الذي قتل عبد الله الرضيع عندما حمله والده الحسين عليهالسلام ليسقوه شربة من الماء فرماه الخبيث حرملة بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ، فقد ترك هذا الرضيع الذبيح لوعة في قلوب العلويين ، فقد روى المنهال بن عمرو قال : دخلت على علي بن الحسين عليهالسلام حال منصرفي من مكّة فقال لي : يا منهال ! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟ قلت : سيّدي ، تركته حياً في الكوفة.
فرفع الإمام يديه إلى السماء ، وراح
يدعو بحرارة قائلاً : أللّهمّ أذقه حر الحديد .. أللّهمّ أذقه حرّ النار ، قال المنهال : فلمّا قدمت الكوفة قصدت المختار وكان لي صديقاً فسلمت
عليه ،
=