اضاءة
روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قال :
حسين منِّي وأنا من حسين
كثير من الناس يفهم قول رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا على أنه كناية عن عظيم حبّه للحسين عليهالسلام فحسب ، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير ، فهذه المقولة النبوية الشريفة تختزن في داخلها معنى عقيدياً ورسالياً كبيراً يمتد بامتداد خط الإمامة ودور الأئمة عليهمالسلام في الحياة الإسلامية ، وهو إشارة الضوء الكبيرة التي تنير طريق الإنسان لتصنع له فجر الوعي والثورة ضد الانحراف والظلم عبر التاريخ ، ففي الفترات التي يخيم فيها الظلام ويمسك الشر بأسباب القوة والتفرعن ، ويوشك الانسان ان يضيع في متاهات الجهل والغفلة والضياع ، ويسحق تحت وطأة الطغاة ، يبرق سيف الحق والتحدي ، ويضيء قبس الفكر معالم الطريق مستمداً ارادته وقوة انطلاقته من منبع « حسين منِّي وأنا من حسين ».
فهذا القول اذن لم يكن كلمة عاطفية
عابرة من كلمات الآباء للأبناء ، وليس مدحاً من رسول الله صلىاللهعليهوآله لسبطه الشهيد فحسب ، انما هو وسام مبدأ ، وعلامة إمامة ، ورسالة قيادة ، ووثيقة مقدسة للناس وللتاريخ ، فالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ، وتبّت قواعد الدِّين ، وأرسى دعائم التوحيد ، فقام
الإسلام رسالة شامخة راسخة وسط الصخور والأحجار ، ثم جاء الحسين ريحانته ، وبعد نصف قرن من الزمن الرديء ليوقف طغيان الزمن ، ويفجر في أمة جده وعي الثورة ويبعث روح النهضة والإصلاح ، ويشير للأجيال بسيفه الذي لم يسقط أبداً أن يعيدوا بناء الإسلام الذي بدأه النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ويصونوا القرآن