موقف الحرّ
« والحرُّ » كانَ حاضراً في الموقفِ |
|
يسمعُ مِنْ سبطِ النبيِّ الأشرفِ |
فقالَ هلْ تقاتلوهُ « يا عُمَر » |
|
وهو بقيةُ الكرامِ مِنْ « مُضَر » ؟ |
فردَّ إي والله بلْ قتالُ |
|
أيسرُهُ أنْ تسقطَ الأَوصالُ |
فغادرَ « الحرُّ » إلى الحسينِ |
|
مُطَأْطِئاً وخاشعَ العينينِ |
وكانَ مِنْ أشجعِ أهلِ الكوفَهْ |
|
له بها مواقفُ موصوفَهْ |
يقولُ قدْ خيّرتُ نفسي الآنا |
|
أنْ أدخلَ النارَ أو الجِنانا |
لا لستُ أختارُ على الجنانِ |
|
دنياً تردّتْ في يدِ الشيطانِ |
وخاطبَ الحسينَ هلْ مِنْ توبَهْ |
|
لمُذنب مُكبّل بالحَوبَهْ ؟ |
أنا الذي جَعْجعتُ بالنساءِ |
|
وسُقتُ رَكبكمْ لكربلاءِ |
قالَ الحسينُ تُبْ يَتُبْ ربُّ السما |
|
عليكَ فاستبشِرْ بموتِ الكُرَما |
فاتّجهَ « الحرُّ » إلى القتالِ |
|
مُخاطباً يدعو إلى النزالِ |
« إنّي أنا الحرُّ ومأوى الضيفِ |
|
أضربُ في أعناقكمْ بالسيفِ |
عَنْ خيرِ مَنْ حلَّ بأرضِ الخيفِ |
|
أضربكمْ ولا أرى مِنْ حَيفِ » (١) |
إني انا الحُرُ ونجلُ الحُرِ |
|
أشجعُ من ذي لبدٍ هزبرِ |
__________________
(١) أثرت خطبة الامام الحسين عليهالسلام ببعض افراد الجيش الاموي ، ومن أبرزهم الحر بن يزيد الرياحي ، والابيات واضحة في اشارتها الى قصة توبته ، والتحاقه بجبهة الحسين عليهالسلام قبل ان تشتبك السيوف وتلتحم الأسنة.