الهدنة وشروط الصّلح
لكنَّما الإمامُ كانَ يَعرِفُ |
|
بأنَّ جيشَ الشّامِ سوفَ يزْحَفُ |
فخافَ أنْ يَضيعَ دينُ اللهِ |
|
ما بينَ كافر ومِسخ لاهِ |
وهوَ بحفْظِ دينهِ مأمورُ |
|
أوصاهُ فيهِ جدُّهُ البشيرُ (١) |
ففضَّلَ « الصُّلْحَ » على الهزيمَهْ |
|
لما بهِ منْ « حَبوَة » عظيمَهْ |
مُشترِطاً شروطَهُ على مضَضْ |
|
فجيشُهُ انهارَ وقلبُهُ انتفَضْ |
ومِنْ بُنودِ الصّلحِ أنْ يَكُفّا |
|
جَيشاهما عنِ القتالِ صَفّا |
وأنْ تعودَ شِيعةُ الإمامِ |
|
في مَأمن بنعمةِ الإسلامِ |
وأنْ يكفَّ عنْ سُبابِ « حيدرَهْ » |
|
وهوَ الّذي في العرشِ أسمى جَوْهَرهْ |
وأنْ يكونَ العهدُ بعدُ « للحسَنْ » |
|
إذا طوى الموتُ « ابنَ حرب » وضعن |
إضافةً إلى شروط أُخرى |
|
قدْ قيلَ في التّأريخِ كُنَّ عَشْرا |
__________________
(١) وقعت صدامات محدودة بين الطرفين ، لكن سير المعارك كان يشير إلى تفوق جيش الشام على جيش الكوفة خصوصاً بعد خيانة قائده عبيد الله بن عباس ومعه عدّة الآف من الجند ، وقد بدا واضحاً أنّ استمرار الحرب يعني انتصار الجيش الأموي على جيش العراق.
وهذا لو تمّ فإنّه يعني أنّ معاوية قد حقق مشروعه في إنتهاك حرمة الإسلام ، واستباحة المحرمات من موقع المنتصر المغرور دون أن يردعه أحد أو يقف أمام مشروعه التحريفي الخطير أيّة قوّة ، فلم يكن أمام الإمام الحسن عليهالسلام من خيار إلّا التفكير بحماية الرِّسالة والأمّة وحفظ البقية الباقية من المخلصين من شيعة أبيه عن طريق حل سلمي ، وهكذا كان الصلح مفروضاً عليه.