موقف النبي في فخ
وفيه ما عن الرسول أُثرا |
|
في انه اجتاز بـ « فخٍ » سحرا |
فأوقف الاصحاب للصلاةِ |
|
ودمعت عيناه في أناةِ |
وقال : ها هنا رجال تقتلُ |
|
من أهل بيتي وعليهم رجلُ |
يُحنطون بحنوط الجنه |
|
أكفانهم يا ويلي الأسنه |
أرواحهم تطيرُ للسماءِ |
|
قبل جسومٍ عُدن في العراءِ |
أجرُ شهيدين لمن يقضي معه |
|
ومن يموت في ضراب المعمعة (١) |
* * *
__________________
(١) وقد نقلت جملة من المصادر ان رسول الله قد اشار الى واقعة فخ في ايامه فقد نقل القمي بسندٍ الى ابي جعفر الباقر عليهالسلام انه قال : مرَّ النبي بفخ فصلى ركعتين وبكى فلما سُئل قال : نزل عليَّ جبرائيل عليهالسلام وقال : يا محمد ان رجلاً من ولدك يُقتل في هذا المكان واجر الشهيد معه اجر شهيدين. ونُقل ايضاً عن الإمام جعفر بن محمد عليهالسلام انه لما مرَّ بفخ توضأ وصلى ثم قال عليهالسلام : يُقتل ها هنا رجلٌ من اهل بيتي في عصابة تسبق ارواحهم اجسادهم الى الجنة. منتهى الآمال ١ / ٤٤٨.
ويبدو من سياق ما تقدم انها ثورة عقائدية رائدة قامت لإحياء دين الله وسنة رسوله ضد الظلم والطغيان والفساد ، وقد تواترت الروايات بخصوص قائدها وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهمالسلام وقالت المصادر انه كان ، يُكنى بـ « ابي عبد الله » امهُ زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وكانت امه زينب وابوه علي بن الحسين يُسميان بالصالحين لعبادتهما ، وكان المنصور العباسي قد قتل اباها ، واخاها ، وبنيها ، وعمومتها ، وزوجها من قبل ، وكانت طالما تدعو على المنصور وهي نادبة باكية حتى لحقت بربها سبحانه.
وكان صاحب فخ الحسين بن علي ذا جلالٍ وفضلٍ وسؤددٍ قلّ نظيره ، وقد وصفه الواصفون بأنه جليل القدر ، سخي الطبع ، وسيد ذو شجاعة ، وحمية أحيت ذكر سبط الرسول الإمام الحسين ايام كربلاء.